
عبد العزيز أشنيول:
هل فعلا حزب بنكيران الخاسر الوحيد في الحكومة المغربية الجديدة ... خسر بعض المواقع أمر لا شك فيه.
لكن ألا يمكن أن يعتبر ربحا إستراتيجيا مجرد أن يبقى بنكيران رئيسا للحكومة، و يبقى حزبه داخل الحكومة في ظروف تراجع الربيع العربي، و في ظل الإنكسار التاريخي للإخوان المسلمين في مصر، و إنهيار "الثوار السوريين" أمام الإتفاق الروسي الأمريكي.
لكن ألا يعتبر نجاحا وطنيا، نجاح بنكيران في إلحاق حزب الإستقلال بحليفه في الكتلة الوطنية، و إعادة حلفهما التاريخي الوطني إلى سابق عهده.
لكن ألا يعتبر هذا تقويه للمعارضة في إطار النسيج السياسي المغربي الذي فقد بريقه الذي كان أيام أن كان فتح الله و لعلو يجيد "الخبيط" على منبر الخطابة، أيام ملتمس الرقابة، و عندما كان يلقي علي يعته رحمه الله خطاباته الحماسية من داخل البرلمان.
لعل أمين عام حزب الإستقلاق فهم تدهور الوضع الإقليمي لحركات الإخوان المسلمين، فدفعه فهمه للإنسحاب من الحكومة، ظنا منه أن القصر سيستحسن الفكرة، مما سيؤدي إلى إزاحة العدالة و التنمية، و سيؤدي بالمقابل إلى حكومة براَسة حزب الإستقلال، أو في أسوء الحالات حكومة براَسة التكنوقراط، في انتظار انتخابات سابقة لأوانها.
لكن لم يكن يعلم شباط و أركان حزبه ان بنكيران يعي تمام الوعي بأن سفينته مهددة بالغرق، فهو له عميق للتاريخ، و رجل محنك، إستطاع أن يقنع القصر بدخول الإسلاميين للحكم منذ زمن بعيد،و هو يعلم أكثر من غيره ما يدور من تيارات بحرية عميقة عاتية، و لو كانت السماء صافية و الشمس مشرقة، و الطيور لا تبرح تغاريدها الربيعية.
ربما هذا ما دفع الخصم اللذوذ لبنكيران، السيد الامين العام لحزب الإستقلال حميد شباط، أن يصف رئيس الحكومة بأنه "لا يوجد هناك تمساح خطير، ولا عفريت أكبر من رئيس الحكومة نفسه".
لعله أصاب أحلامه الوزارية و الحكومية في مقتل، و حميد شباط لا يعرف للدبلوماسية طريقا، فهو النقابي العتيد لا يمكنه إلا أن يمارس الضغط "البروليتاري" على زعيم "الباترونا" و لعل هذا ما فطن له صناع القرار داخل القصر، فاجلوا دخول الرجل و رجالاته إلى دائرة الإستوزار، ليلعب دوره داخل الجماهير الشعبية، و لربما هذا يرضي خواطر العائلات الفاسية، التي فقدت قيادة حزب عتيد، لكن تأبى إلا أن تبقى لها كلمتها و إن تحالفت مع العدالة و التنمية المغربي، ما دام هذا الأخير يجيد الإستماع للاَخرين، و ما دام يستطيع أن يحني راسه عندما تكون العواصق عاتية.
هل فعلا حزب بنكيران الخاسر الوحيد في الحكومة المغربية الجديدة ... خسر بعض المواقع أمر لا شك فيه.
لكن ألا يمكن أن يعتبر ربحا إستراتيجيا مجرد أن يبقى بنكيران رئيسا للحكومة، و يبقى حزبه داخل الحكومة في ظروف تراجع الربيع العربي، و في ظل الإنكسار التاريخي للإخوان المسلمين في مصر، و إنهيار "الثوار السوريين" أمام الإتفاق الروسي الأمريكي.
لكن ألا يعتبر نجاحا وطنيا، نجاح بنكيران في إلحاق حزب الإستقلال بحليفه في الكتلة الوطنية، و إعادة حلفهما التاريخي الوطني إلى سابق عهده.
لكن ألا يعتبر هذا تقويه للمعارضة في إطار النسيج السياسي المغربي الذي فقد بريقه الذي كان أيام أن كان فتح الله و لعلو يجيد "الخبيط" على منبر الخطابة، أيام ملتمس الرقابة، و عندما كان يلقي علي يعته رحمه الله خطاباته الحماسية من داخل البرلمان.
لعل أمين عام حزب الإستقلاق فهم تدهور الوضع الإقليمي لحركات الإخوان المسلمين، فدفعه فهمه للإنسحاب من الحكومة، ظنا منه أن القصر سيستحسن الفكرة، مما سيؤدي إلى إزاحة العدالة و التنمية، و سيؤدي بالمقابل إلى حكومة براَسة حزب الإستقلال، أو في أسوء الحالات حكومة براَسة التكنوقراط، في انتظار انتخابات سابقة لأوانها.
لكن لم يكن يعلم شباط و أركان حزبه ان بنكيران يعي تمام الوعي بأن سفينته مهددة بالغرق، فهو له عميق للتاريخ، و رجل محنك، إستطاع أن يقنع القصر بدخول الإسلاميين للحكم منذ زمن بعيد،و هو يعلم أكثر من غيره ما يدور من تيارات بحرية عميقة عاتية، و لو كانت السماء صافية و الشمس مشرقة، و الطيور لا تبرح تغاريدها الربيعية.
ربما هذا ما دفع الخصم اللذوذ لبنكيران، السيد الامين العام لحزب الإستقلال حميد شباط، أن يصف رئيس الحكومة بأنه "لا يوجد هناك تمساح خطير، ولا عفريت أكبر من رئيس الحكومة نفسه".
لعله أصاب أحلامه الوزارية و الحكومية في مقتل، و حميد شباط لا يعرف للدبلوماسية طريقا، فهو النقابي العتيد لا يمكنه إلا أن يمارس الضغط "البروليتاري" على زعيم "الباترونا" و لعل هذا ما فطن له صناع القرار داخل القصر، فاجلوا دخول الرجل و رجالاته إلى دائرة الإستوزار، ليلعب دوره داخل الجماهير الشعبية، و لربما هذا يرضي خواطر العائلات الفاسية، التي فقدت قيادة حزب عتيد، لكن تأبى إلا أن تبقى لها كلمتها و إن تحالفت مع العدالة و التنمية المغربي، ما دام هذا الأخير يجيد الإستماع للاَخرين، و ما دام يستطيع أن يحني راسه عندما تكون العواصق عاتية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق