بقلم: رشيد بوعبيد
إن قضية القضايا التي تؤرق المفكربن و العلماء و الخبراء و الساسة و المثقفبن هي مايعانيه العالم العربي و الإسلامي من تخلف بنيوي مركب و معقد ...
و تحديات التنمبة الشاملة و المستقلة في ظل مؤشرات سلبية تنذر بمزيد من التقهقر و البوار مما يهدد هذه الدول بمزيد من الثورات و القلاقل... لان الشعوب سئمت هاته الأوضاع المزرية و حالات الأهانة و الإخضاع و الظلم. و أصبحت ثواقة للحرية و الكرامة و النماء.
و تحديات التنمبة الشاملة و المستقلة في ظل مؤشرات سلبية تنذر بمزيد من التقهقر و البوار مما يهدد هذه الدول بمزيد من الثورات و القلاقل... لان الشعوب سئمت هاته الأوضاع المزرية و حالات الأهانة و الإخضاع و الظلم. و أصبحت ثواقة للحرية و الكرامة و النماء.
... و قد أسيل مداد غزير من أجل تحليل و معالجة الأسباب و العوامل الحقيقية و العميقة الكامنة وراء هذا التخلف الفظيع و هذا العجز المركب و هذه الإعاقة المستديمة، و كل ينطلق من تخصصه و إنتمائه و توجهه، و كل يحلل حسب قدراته الفكرية و تمكنه و إحاطته، و حسب معرفته بحقائق مجريات الأمور و إدراكه للواقع و حسب موقعه من دوائر صنع القرار، و ما يجري في الكواليس و ما يطبخ في المطابخ الكبرى و ما يخطط له في جنح الظلام. و من يخطط ؟ و من ينفذ؟ و كيف؟ و لماذا؟ و أين؟ و متى؟
إن رجالات الفكر و الفلسفة و العلم يتعاملون مع الأفكار لإستخلاص زبدة الفكر الموجه لتحركات البشرية و طموحاتها و توجهاتها المستقبلية، كما تعمل على بناء أساسات السكة التي يتحرك عليها تاريخ البشرية نحو مزيد من التقدم و التطور في ظل سلام و أمن عالمي. أما رجالات السياسة فيوهمون الناس أنهم الاصلح لسياسة أمورهم و تدبير شؤونهم العامة، و أنهم يبدلون الجهد لما فيه خير البلاد و العباد. و أن نظامهم هو الأصلح لتحقيق الرفاه و الإزدهار لبلادهم.
و هنا تنطرح علينا عدة أسئلة، ما هي أسباب تخلفنا التاريخي:
هل هي أسباب فكرية و ثقافية و تاريخية ؟
أم هي أسباب سياسية داخلية و خارجية ؟
أم هي أسباب و عوامل بنيوية و مركبة ؟
المفكرون يتهمون أرباب الفكر من السلف الذين رسخوا أفكارا سلبية في عقول الساسة و المثقفبن و عموم الناس حتى خارت عزائمهم و انخسف إجتهادهم و سقطت هممهم و انطمرت مداركهم و انحبست مطامحهم، فاَلت أمورهم إلى عجز و كسل و خمول و تواكل، ثم إلى ضعف و وهن و تفكك و هزيمةٍ و تخلفٍ شاملٍ مريب.
المحللون السياسيون يرجعون أسباب التخلف إلى فساد أنظمة الحكم و إنحراف الحاكمين عن الحكم الرشيد و العادل، كما يعزون ذلك إلى الإستعمار العسكري و الثقافي و الإقتصادي للقوى العظمى التي تريد لنا ان نبقى متخلفين مختلفين متنازعين ضعفاء في و ضعية تبعية دائمة للأسياد الغالبين.
و هنا نفتح بابا كبيرا يجب أن يتصدى له جهابدة الفكر و العلم لتحليل بنية العقل العربي و الإسلامي من أجل تفكيكها و إعادة تركيبها بعقلانية إيجابية متحررة متنورة و بناءة.
كما ننتظر من أرباب الفكر السياسي و علماء التاريخ و الإجتماع أن يسبروا أغوار تاريخنا الحافل بالتغيرات الإيجابية و السلبية، بالإنتصارات و الهزائم، بالتمدد و الإنحسار، بالتقدم و التخلف. ليخلصوا إلى رؤية شمولية وعلمية خالصة، متجردين عن المؤثرات السياسية و الثقافية و المذهبية الداخلية و الخارجية.
أما نحن فيحق لنا أن نسألهم و نتساءل معهم عن واقعنا اليوم:
هل هو من صنعنا؟ ام يصنعه لنا غيرنا؟
هل نحن مسؤولون عن فقرنا و تخلفنا؟
أم نحن ضحية عوامل ثقافية و تاريخية؟
أم أننا ضحايا انظمة حكم فاسدة ظالمة تخدم أهداف و مصالح غيرنا على حساب مصالحنا؟
أم نحن ضحية مخططات خارجية لنظام عالمي إستعماري هيمني رأسمالي متوحش؟
هذه اسئلة و غيرها كثير سنطرحها و نناقشها، تستفز عقولنا لكي نتدبر أمرنا و واقعنا، و حقيقة ما نعيشه، و أسباب ما نحن فيه من تخلف و ضعفٍ و تمزقٍ و نزاع و إقتتال في ظل مؤشرات تزيد من حدة قلقنا على مستقبلنا و تخوفنا مما ستؤول إليه الأحداث الجارية و المتوقعة، كما انها دعوة للجميع من أجل ترسيخ ثقافة الحوار و التفتح و الإنفتاح فكرا و خطابا و سلوكا، كما انها دعوة لممارسة نقد حقيقي و بناء للعقليات و النفسيات، للأفكار و التصورات و السياسات و لجميع الموروثات المكدسات المقدسات منها و المدنسات، من أجل إسثتمار الإيجابي منها بما يحقق التنور و التحرر و النمو و يهيء أسباب الوحدة و القوة و التقدم العلمي و الإفتصادي، و يؤسس لمجتمع الكرامة و الحرية و السعادة و الإزدهار. مجتمع متفتح متضامن و منسجم و متماسك.
مدينتنا الخميسات
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق