شباط الزعيم البروليتاري الموسليني
يرى البعض أن موقف الأمين العام الجدبد لحزب الإستقلال، السيد شباط، موقفا غريبا، فحزبه شريك أساسي في التحالف الحكومي، حبث يشكل فريقة البرلماني ثاني ثكتل برلماني، و ثاني قوة إنتخابية تؤطر الشارع المغربي، حيث أصبح يحسب ألف حساب لهذا الشارع بعد حراكه فيما يعرف إصطلاحا بالربيع العربي، خاصة و ان حزب الإستقلال عرف منذ زمن بلعبه لدور الشريك الأساسي في الحكومات المتعاقبة منذ ما بعد الإستقلال إلى ما عرف بحكومة الإنتقال الديموقراطي، التي قادها السبد عبد الرحمان اليوسفي بعد أن قدمت القيادة الاستقلالية مصلحة البلاد و العباد على مصلحتها الذاتية بعد الهزيمة النكراء عندما حصلت على المرتبة الخامسة، ب 32 مقعدا وراء الحزب الإداري الذي قاده أعرشان المدعوم من الوزير القوي البصري.
كان يفهم السيد محمد بوستة أنه لا يحتاج للذهاب إلى بوخارست لكي يرتاح من وعتاء تاريخه النضالي الطويل، و إنما كل ما يحتاج إليه هو أن يسلم حزبه إلى سفير المغرب في باريس الذي له حظوة ما لدى أصحاب القرار في البلاد، إنه الإنحناء للعاصفة إلى أن تمر من أجل تاريخ و مستقبل حزب اراد له ان يلعب في المستقبل أدوارا طلائعية كما كان له ذلك في الماضي. إنه محمد بوستة سياسي و دبلوماسي له باع طويل في النضال و سياسة البلاد المعقدة.
كان يفهم السيد محمد بوستة أنه لا يحتاج للذهاب إلى بوخارست لكي يرتاح من وعتاء تاريخه النضالي الطويل، و إنما كل ما يحتاج إليه هو أن يسلم حزبه إلى سفير المغرب في باريس الذي له حظوة ما لدى أصحاب القرار في البلاد، إنه الإنحناء للعاصفة إلى أن تمر من أجل تاريخ و مستقبل حزب اراد له ان يلعب في المستقبل أدوارا طلائعية كما كان له ذلك في الماضي. إنه محمد بوستة سياسي و دبلوماسي له باع طويل في النضال و سياسة البلاد المعقدة.
ربما شباط قد يكون مختلفا مع السيد محمد بوستة، لأنه إختار ان يكون معارضا في الشارع في فاتح ماي الفارط، و أن يقود قوى المعارضة التي لا ينتمي لها فريقة البرلماني، و أن يجيش "المناضلين" من أجل الصدام على طريقة واقعة الجمل في ميدان التحرير،بتعبئتة للجمعيات المستفيدة من كرم الوزارات التي سيرها و يسبرها محازبوه و محازبو الإشتراكيين، خاصة و ان الإشتراكيين حديتو عهد بمغادرة مقاعدهم الوزارية الوثيرة، كالرضيع الذي لا يتحمل مفارقة حليب أمه في مرحلة الفطام،
إن شباط وقع في حيرة من أمره، لكن حسم الامر إلى الإتجاه نحو الحسم، لأنه لا يستطيع ان يطيح بالحكومة من داخل البرلمان، فهو لا يستطيع أن يخالف التعليمات، التي لطالما كان وفبا مطيعا لها. و هو يعرف أنه لو حاول ذلك، فلن يبقى من حزبه إلا الفتات، أو قد يجد نفسه بقدرة قادر خارج اللعبة السياسية من الأساس. لذلك إتجه للعب دور المعارض المناضل العمالي الكبير، فهذه الساحة ليست غريبة عليه، خاصة و أن الاقدار دفعت أهم اليساريين في البلاد إلى التبرإ من اليسار ـ أعني الاتحاد الإشتراكي الجديد ـ الذي أصبح يقوده الوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان، بإرادة الوزير المنتدب في الداخلية (على ما يظهر أن الوزراء المنتدبين أهم بكثير من رئيس الوزراء نفسه) فأصبح لدينا اهم مناضل بروليتاري يساري بوليفاري لينيني هو الامين العام لحزب الإستقلال، فعلى ما يظهر أن مدرسة علال الفاسي أصبح خريجوها يدرسون المقررات الخطا.
و لعل لشكر إستمع متأخرا لنصيحة شباط بأنه على إستعداد ليمد لهم يد المساعدة لعقد مؤتمرهم في فاس، لكنه هذه كان أكثر كرما فقد عقد حشدا لابأس به في وسط العاصمة، حتى يتبت كاتب الإشتراكيين ان له قواعد شعبية و أن إنتخابه لم يكن صدفة بل كان بفعل قواعده الشعبية المتطلعة لإعادة الامجاد كما أعاد موسليني الامجاد لروما في البحر الابيض المتوسط، إلا أنه و حليفه شباط لن يكررا خطأ موسليني و هتلر، لأنهما و إن أعلنا الحرب، فقواعدهم ستكتفي بالتهديد و الوعيد و محاولة الإشتباك اللفظي في شوارع الرباط، لأنهما لا يملكان تعليمات لخوض حرب حقيقية، و لا يملكان الجرأة للإحتكام لصناديق الإقتراع في الإنتخابات البلدية المنتظرة من مدة، و لعل إستراتيجية الزعماء أعداء الشعوب العربية الجدد هو عدم الإحتكام لصناديق الإقتراع، لانها حتما ستطيح بأحلامهم و بما تبقى من شرعيتهم (النضالية)، ففي مصر القضاء المعادي للثورة رفض إجراء إنتخابات لمجلس الشعب و حل مجلسا منتخبا هو الاول من نوعه في تاريخ مصر منذ العصر الفرعوني، في اليمن جرت إنتخابات رئاسية بمرشح وحيد، في تعارض تام لمعنى الإنتخابات التي تعني التنافس الشريف على كسب أصوات الناس. .
أليس غريبا أن يقود الحليف الأساسي في التشكيلة الحكومية، المعارضة في الشارع في أحد اهم المناسبات، التي تعتبر فرصة لإستعراض العضلات، حقيقة لا أجد الأمر غريبا، لأن شباط المسكين بعد ان نجح في إقصاء اَل الفاسي من الحزب العتيد، فإنه يرى نفسه و حلفاؤه على رأس حزب يساند أصهار و موالين اَل الفاسي، إنها الحقيقة المرة، فهو لم يخض أم المعارك من أجل مكتب قديم مهترئ في سوق باب الحد، بالقرب من أصحاب معقودة، و زلفات ديال البيسارة، إنه غير مستعد أن يكون زعيم حزب ليس له من مفاتيح خرائنه الوزارية إلا فتات الفتات، بينما أعداؤه ينالون المقاعد الوثير و القطاعات الغنية، و الذين لن يخضعوا لمنصب أمانته العامة من اجل قضاء مصالح أتباعه الذين خاضو حرب التحرير الإستقلالية، لقد كان شباط منسجما مع ذاته بخروجه الفبرايري المثير في فاتح ماي مطالبا بإسقاط بنكيران برفعه لشعار "الشعب يريد إسقاط بنكيران"، لانه يعرف أنه إذا لم يسقط بنكيران لن تقوم له قائمة له و لا لحليفة الكتلوي التاريخي، فهو إستبق قدره المحتوم، في قيادة سفينة ممتلئة بالعيوب البنيوية، حقيقة أن حزب الإستقلال حزب كبير، هذا ما يذكرني بسفينة تيتانيك (titanic)، فقد كانت سفينة كبيرة عملاقة، و تماما كان مناصرو "الكتلة الوطنية" في فاتح ماي، و كأنهم على السفينة في سويعات الغرق، نعم أعلم أن تيتانيك شباط ترسل تلغرافاتها طلبا للنجدة إلى فرق الإنقاد، لكن كما في قصة تيتانيك تماما، فالليل مظلم و العواصف هوجاء، و أحسن سيناريو يمكن تصوره لهذه السفينة التي تغرق هو سيناريو حزب الوطن الام و حزب الطريق المستقيم الذين أصبحا في خبر كان.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق